تخطى إلى المحتوى

الذكرى السابعة عشر لهدم المسجد البابري

ديسمبر 7, 2009

المسجد البابري يقع في ولاية أيوديا في الهند على تلة “رامكوت” أو “قلعة راما، و هو الموقع الذي يؤمن الهندوس بأن إلههم راما قد ولد فيه. بني هذا المسجد عام ١٥٢٧م بأمر من مؤسس الإمبراطورية التركية “المغولية” في الهند ظهير الدين محمد بابر على يد حاكم أيوديا مير باقي بيك طاشقندي. ظل المسلمون يصلون في ذلك المسجد حتى عام ١٨٨٥م و حينها روجت الحكومة البريطانية التي احتلت الهند أن هذا الموقع هو محل مولد راما، حتى تجرأ الهندوس و تسللوا إليه  في منتصف الليل في الثاني و العشرين من ديسمبر عام ١٩٤٩م و نصبوا صنمهم فيه و بدؤوا يستخدمون المسجد كمعبد لهم.

لم يكتف الهنود بذلك بل قاموا بعدة حملات لتهييج الشارع الهندي ضد المسلمين عموماً و ضد هذا المسجد خصوصاً، ففي عام ١٩٨٤ قام الهندوس بتشكيل هيئة “لتحرير” مولد راما، و بناء معبد في مكانه، تزعم هذه الحملة لال كريشنا أدواني، رئيس حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتشدد.

و في عام ١٩٨٦ قام أحد القضاة في تلك المقاطعة بإصدار أوامره بفتح باب المسجد أمام الهندوس ليقيموا فيه عباداتهم، و شكل المسلمون إثر ذلك لجنة للإعتراض.

قام حزب فيشوا الهندوسي بحركة استفزازية عام ١٩٨٩م و ذلك بوضع الأساسات للمعبد الهندوسي في أرض مجاورة للمسجد.

قام أنصار حزب ڤيشوا الهندوسي عام ١٩٩٠م بإحداث عدة أضرار في المسجد، قاد بعدها رئيس الوزراء چاندرا شيخار بمحاولة للتهدئة عن طريق المفاوضات و التي فشلت السنة التي تليها.

وصل حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي إلى سدة الحكم عام ١٩٩١م في ولاية أوتار پراديش، و هي الولاية التي يقع فيها المسجد.

و في السادس من ديسمبر عام ١٩٩٢م توجه حوالي ألفي هندوسي نحو المسجد البابري تحت سمع و أنظار الحكومة الهندية، و بحماية الشرطة، وفوق ذلك بمصاحبة كبار المسؤولين الهندوس في الهند، و منهم “لال كريشنا أدواني” و الذي تولى منصب نائب رئيس وزراء الهند بين عامي ٢٠٠٢ و ٢٠٠٤م، حيث نصب أمام المسجد منصة لهم لمشاهدة هدم المسجد، و لا حول و لا قوة إلا بالله.

تبع هدم المسجد مواجهات بين المسلمين و الهندوس نتجت عن وفاة ٢٠٠٠ شخص.، و في عام ١٩٩٨م وصل حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي إلى رئاسة الحكومة، و تعيين لال كريشنا أدواني كوزير للشؤون الداخلية.

و في عام ٢٠٠٢م يصرح رئيس الوزراء أتال بيهاري ڤاجيبايي بأنه يتعهد على نفسه ببناء المعبد في موقع المسجد، و في نفس العام يهجم الهندوس على قطار مما ينتج عن ألف إلى ألفي وفية معظمهم من المسلمين. ، بعد ذلك تواصلت المواجهات بين مد و جزر، منها الحكم بأن موقع المسجد كان معبداً للهندوس، و لكن تم تشكيل لجنة أخرى سلمت تقريرها للحكومة في هذا العام و لكن لم يتم بعد الكشف عن محتواه.

بقي أن أذكر ماهية علاقة هذا المسجد بالبخاريين؟

كما ذكرت في الأعلى أن هذا المسجد بناه مير باقي بيك الطاشقندي، و هو كما يتضح من اسمه من طاشقند عاصمة أوزبكستان حالياً، و الذي أمر ببنائه هو الإمبراطور ظهير الدين محمد بابر شاه، سليل الأسرة التيمورية، فجده هو الأمير تيمور لنك، و قد ولد الإمبراطور في مدينتي، مدينة أندجان في شرقي أوزبكستان. و لمن أراد الإستزادة فعليه مراجعة تاريخ الدولة المغولية في الهند.

المسجد البابري من جهة القبلة.

المسجد البابري

الهندوس يعتلون المسجد.

المجرمون يقومون بهدم المسجد.

الإجهاز على المسجد.

2 تعليقان leave one →
  1. خالد بهجت permalink
    ديسمبر 7, 2009 5:26 مساءً

    الله المستعان،،

    القلب يحترق على بيت من بيوت الله، ظل اسم الله فيه يصدح قروناً،،

    هذه المقالة، جعلت القلب يؤمن بالمقولة التي تقول ان فصل الهند عن باكستان هي مؤامرة ضد الاسلام،،
    فلو ظل المسلمون كما كانو في الهند، لكانو اغلبية، وقوة مؤثرة جداً يصعب اختراقها، ويخشى جنابها ولا يجتراً عليها،،

    لكن حين تفرقو الى دولتين،، فجزء هنا وجزء هناك،
    تقسم امرهم،، وتفرق شملهم وضاعت كلمتهم،،
    واجترأ عليهم عدوهم،،

    ولا لكانت الهند اليوم تحت الحكم الاسلامي، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها،،
    بدلا من ان يحكم الاسلام غربها وشرقها فقط!

    مدونة رائعة وجهد مشكور، بوركت

    • bukhariyon permalink*
      ديسمبر 8, 2009 3:01 صباحًا

      شكراً لك أخي خالد، و على متابعتك الدائمة لهذه المدونة.
      بالفعل فإن فصل الهند عن باكستان خطأ عظيم، و القاريء في تاريخ الهند يجد أن تاريخها لم يشهد تسامحاً دينياً مثل فترة حكم الترك “المغول”.و إلا فبماذا يفسر حكم المسلمين لأربعة قرون كاملة للهند، و مع ذلك تبقى الغالبية على غير دين الحاكم.
      رحم الله ظهير الدين بابر، و أحسن عزاءنا في مسجده.

أضف تعليق